Saturday, October 27, 2012

ما يشبه الوداع الأخير


اذن لا زلنا مع زاكرة  اتخمها الكافايين وتفاصيل التفاصيل ومع ذلك تراود( الكيبورد) عن نفسه  مع سبق الاصرار والدهشةغير مكترثة بخيانتها للخيال ... او لعله تمرد علي سلطته الذكو رية!فتمهل صديقي وداعك ات لا محالة اعرف انك تسجدي الرحيل فوطن   تتقلص مساحته يوما بعد الاخر ما عاد يحتويك.... وتخصص هو بمثابة منفضة للامنيات ما عاد يشغلك...  فتمهل صديقي وصب لنا كوبا من الشاي

كب الشاي وخلينا نسمع عود مصطفى سيد احمد بيغني للطيور اللي ما في ايدها جواز سفر وما بتعرف ليها خارطة ....

كب الشاي ومعاهو حنين كتير للحلة والناس اللي بهناك. ...

كب الشاي . اجري من الفقر والديكتاتورية وتعال لمصايب تانية

اسكب كوباً آخر من الشاي يا صديقي،

 فبرد الخرطوم لا يرحم، وشعبها أيضاً كذلك هذه النار في كبد الابريق تلسعني وتلسعك، أما سياط عيون الناس وصراخهم وشتائمهم ، وسفالة رجل الأمن المقفل بقفل الأجهزة العنصرية، تلسعك وحدك، اسكب كوباً من الشاي، في بخار الشاي سراباً يشبه صورة الوطن الكبير الذي يتلاشى مع كل نشرة أخبار جديدة، وفيه أيضاً، طبول بلاد النوبة وحسناوات الهدندوة  والجراري والمردوم….

صب الشاي يا صديقي

 وليكن ما بين ما بيننا الان هو الوداع الاخير...فحين تشرع في اعداد حقائبك اكون انا ا و_بكل جد_اتلقي درسي الاول في  علوم النفاق والايدلوجيا ........وانت تطأ صالة الهروب تسلم الموظف(الباسبورت) . اسلم انا شيخ القبيلة طلب الحصول علي صك غفران,وانت في الطائرةالحائرة تنصحك مضيفة حسناء بربط الحزام والامتناع عن التدخين... ينصحونني هنا بالامتناع عن الحلم ....واتعاطي الجرعة الاخيرة من تحاميل النسيان وانخرط في العمل الوطني!!







No comments:

Post a Comment